“>ملحمة التراث الحضرمي لوحة تجسد الرموز الشكلية والنوافذ وبعض من الزخارف الحضرمية القديمة مجموعة بلوحة واحدة وكان لكل نافذة حكاية تروي قصص ساكنيها.

المشربية أو الشناشيل هو عنصر معماري يتمثل في بروز جزء من الغرف أو نوافذها في الطابق الأول أو ما فوقه، يمتد فوق الشارع أو داخل فناء المبنى. تبنى المشربية من الخشب المنقوش والمزخرف والمبطن بالزجاج الملون او خشب مفرغ بالزخرفة. وتمتاز حضروموت بهذا الفن في النوافذ دون غيرها من المحافظات.​

التعبير في اللون الواحد له دلالة فنية وكأنك تغمض عينيك للعودة لرؤية ذكرى مررت بها ولو حلم طفولي، ربما لتستعيد جزء من ذكريات الطفولة بهذا المنظر ولو لم تزر هذه الأماكن.​

اختلاف الزخارف المشربيات في اللوحات باختلاف زخرفتها فكما هو معروف بأن مدينة حضرموت كانت أول مدينة في العالم تبي ناطحات سحاب حيث وصلت شكل المدينة المسورة التي تعود إلى القرن السادس عشر أحد أقدم النماذج وأفضلها للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء العمودي الى عشر طوابق في المبنى الواحد قبل 400 سنه.​

كثيرا ما كانت تكتب هذه الايه على الأبنية والنوافذ وتنحت على الابواب الخشبية ، وهذه اللوحة تمثل جزءا من التراث اليمني الحضرمي القديم لهذا الجزء من الأبواب الخشبية التاريخية والطوابق المشبعة بالنوافذ المتفاوته.​

اتسم الفن المعماري الحضرمي ببساطته واسلوبه الفريد بنقوشة الإسلامية النباتية والهندسية، وايضا بالإعجاز في البناء العمودي التصاعدي في عدد الطوابق للمبنى الواحد، رغم أن الطابع العمراني يكاد يكون مفرغ من التفاصيل في الخارج الا انه الفراغ الممتلئ بالبساطة والجمال والدهشة في التخطيط الهندسي للمبنى الواحد وللوحدة السكنية بشكل عام.​

والقالودة والاقليد وهما المفتاح والقفل مصنوعان من الخشب يرفعها الإقليد! والاقلاد هو الاغلاق، والاطباق، والإغراق، وهو المفتاح.. كما أنه السيطرة والتحكم وكلها تنطبق على سنن الشخب المفرغة من الداخل كذلك، (حيوه) والحيوة = الحجوة وهو يمثل المنظار وهو ملجأ تستتر فيه المرأة قبل ولوجها للمنزل وتفسر وجهها لمن يشرف عليها من النساء ليعرف من هي فيسمح لها بدخول الدار، اذ انها تتحاشى أن يسمع صوتها الرجال.​

رمزيات فنية و موتيف زخارف مختلفة بين شمال وجوانبه موحدة عمل موحدة ومأخوذة من القمرية ومباني ونقوش حضرمية ومكتوب ابيات شعرية بالخط العربي القديم قبل النقاط وهي أبيات للشاعر الرائي عبدالله البردوني وهي تصف جماليات اليمن. من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر من جوها هذه الأنسام والسحر من صدرها هذه الاَهات، من فمها هذه اللحون، ومن تاريخها الذكر من…(السعيدة) هذي الاغنيات ومن ظلالها هذه الاطياف والصور من خاطر (اليمن) الخضراء ومهجتها هذي الأغاريد والأصداء والفكر وبهذا الاسلوب المختلف وتشكلت اللوحة بألوانها العابقة الجميله والانيقه كجدارية تحكي الكثير عن مفردات حضرميه يمنيه مميزه ومختلفه.​

وعلى صعيد المباني الطينية القريبة العهد توجد زخارف جميله تم عملها مجسمة بالطين الممزوج بالتبن أو بمادة الأشنان والأكثر صلابة ودقة، ومن أمثلة تلك الزخارف ما يوجد في قصور مدينة تريم بحضرموت، فقد أبدع الفنان البناء في عمل أشكال متنوعة وزينها بالألوان والأصباغ المناسبة التي أحاطت بالأفاريز حول الرفوف وحول الأبواب والنوافذ وعند المداخل في مواضيع كثيرة من القصور الطينية الرائعة التي مازالت قابعة في المدينة.​

احلام الاطفال او سفر ارواحهم في السنوات الاولى حين تتشكل لديهم خيالات واسعة من المفردات التي يشاهدونها، تتجلى لديهم قدرة بديعة للتخيل بعالم افتراضي جميل ومبالغ فيه اكتر من الواقع بما يشاهدونه، حاولت بهذه اللوحه ان اجسد جزء من ذاكرة الطفوله للأصول الحضرميه الذين سافروا واستوطنوا اماكن وبلدان أخرى.​

لوحة تفاخر بالطراز الفني المعماري الحضرمي الذي تتداخل في اللوحة معظم المعالم الحضارية البارزة في حضرموت وهي مسجد المحضار التاريخي وقصر سيئون مباني شبام التاريخية ومباني دوعن الوادي، وكأنها تتدخل بين سحب التاريخ القديم بشكل يوحي للمشاهد تعداد هذه الأيقونات الجمالية وفرادتها.​